هل ينجح مبعوث الرئيس الأمريكي في تهدئة الأوضاع في اليمن؟

لم تفلح الوساطات الإقليمية والدولية والقرارات الأممية طوال 6 سنوات في وقف الحرب اليمنية، وإنهاء أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم في العصر الحديث.

 

اقراء ايضاً :
من: اليمن الآن

هل ينجح المبعوث الأمريكي فيما فشل فيه الآخرون؟

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العميد عزيز راشد: "يمكن حل العدوان والأزمة الراهنة اليمنية وفق الأطر السياسية التي تمت مناقشتها ودراستها وبلورتها القوى السياسية اليمنية، واتفقت ووقعت عليها جميع الأطراف في العملية السياسية المشهورة والمعروفة (باتفاق السلم والشراكة)، إبان وجود مبعوث الأمين العام لليمن جمال بن عمر في العام 2014، حيث صرح حينها بأن اليمنيين كانوا قاب قوسين أو أدنى من الحل الشامل لولا التدخلات الأجنبية".

 

مخرجات الحوار

وأضاف لـ"سبوتنيك": "المشكلة ليست في الداخل اليمني، بل تكمن في  التدخلات الإقليمية والدولية ممثلة بالولايات المتحدة وبريطانيا وكيان العدو الصهيوني والأدوات الإقليمية في المنطقة، على وجه التحديد السعودية والإمارات المنخرطين في المشروع الأمريكي الصهيوني بشكل مذل ومهين".

وتابع الخبير العسكري: "حسابات إسرائيل اليوم عقب  تصعيد العداء ضدهم في اليمن، هو تكليف السعودية والإمارات واتباعها من أجل استمرار العدوان، باعتبار أن اليمن حالة ثورية معادية، وتشكل خطراعلى أمنها في باب المندب، ولذلك يلح العدو الصهيوني في الحصول على المرحلة الرابعة من شروطه، وهو ضرورة  إقرار الدول المطلة على البحر الأحمر بشرعية كيان العدو بشكل دبلوماسي وقانوني في مياه وسواحل وجزر البحر الأحمر كبقية الدول المطلة عليه".

 

التدخلات الأجنبية

وأشار راشد إلى أن: "الحل في اليمن يكمن في منع التدخلات الخارجية الأجنبية والتي تعد من أهم العوامل التي تساعد على إنهاء العدوان والأزمة في اليمن، فالذي بدأ إعلان العدوان من أرضه هو جزء أساسي من الحل ويتحمل تبعات هذا الإعلان الخارج عن القيم الإنسانية، والولايات المتحدة الأمريكية التي عينت مبعوثا لها إلى اليمن وأرسلته إلى المنطقة، هى نفسها من استخدمت القاعدة وداعش في المعارك من أجل مشروعها في اليمن والمنطقة، حيث كانت تلك التنظيمات من أهم الأدوات القذرة في تفخيخ الاتفاقيات وعرقلة الحلول السلمية، لا يمكن أن نضع العربة قبل الحصان لكي نحقق مسار في اتجاه معاكس، وغير قابل للحل".

 

وأوضح راشد أن "مطالب أنصار الله وشركائهم، مطالب محقة من أجل تحقيق السلام، إذ لا يمكن إجراء عمليات سلام في ظل حصار وغارات جوية وعدوان مستمر على شعبنا، أما ما يتعلق بمطالب الانتقالي في فك الارتباط عن الشمال، فهي مطالب خارجة عن إجماع اليمنيين وكذلك عن تأكيد وضمان الأمم المتحدة في استمرار الوحدة اليمنية، والانتقالي في جميع الأحوال هو حالة طارئة من صنع الإمارات، وهي القادرة على تطويعهم في الاتجاه الصحيح إذا ما وجدت مبادرات سلمية جادة".

 

يأس وتخبط

وحول الحالة التي تعيشها الشرعية اليمنية قال راشد: "شرعية هادي تعيش اليوم حالة يأس و تخبط ولا تدري في أي اتجاه تبحر، وبالتالي تتقاذفها الأمواج من كل الاتجاهات، وهي كالببغاء رهين النطق والعبر ونسمع على ألسنتهم الدولة الاتحادية باستمرار، وهذا ما ترغب به السعودية وإسرائيل".

 

قرار أممي صارم

قال رئيس تحضيرية مؤتمر عدن الجامع ورئيس حزب العمل الديمقراطي النهضوي وعضو الهيئة الدولية لفض النزاعات الدبلوماسية والسياسية، إيهاب عبد القادر: "إن لم يكن هناك قرار أممي صارم لكافة أطراف الصراع اليمني، فلن تفلح عمليات تعيين المندوبين والمبعوثين في إنها الصراع المستمر منذ 6 سنوات".
وأضاف لـ"سبوتنيك": "إن حل الأزمة يتطلب مواقف قوية ومعالجات حقيقية وعملية لإنهاء الحرب والدخول في تسوية سياسية واجتماعية شاملة، ونية صادقة من قبل الجميع سواء مجتمع إقليمي أو دولي ومحلي، وإن لم يتم العمل بتلك الآلية الجادة  فسيظل الحال على ما هو عليه ولن يرى الوطن الاستقرار ولا النماء".

توجه المبعوث الأمريكي لليمن إلى منطقة الخليج الاثنين الماضي، للتباحث حول كيفية إيجاد حل لإنهاء الحرب الدامية المستمرة منذ 6 سنوات، وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن تيم ليندر كينغ الذي عينه الرئيس جو بايدن في أيامه الأولى، سيزور عدة دول خليجية في رحلة ستستمر حتى 3 مارس/آذار المقبل.

 وأضافت في بيان لها أن "مناقشاته ستركز على نهج المسار المزدوج للولايات المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن، حل سياسي دائم، وإغاثة إنسانية للشعب اليمني".

وكان ليندركينغ في المنطقة قبل أقل من أسبوعين، وبعد عودته إلى واشنطن قال: "إن الإدارة تعمل على تنشيط الجهود الدبلوماسية الدولية مع شركائنا في الخليج والأمم المتحدة وآخرين، لتهيئة الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار ودفع الأطراف نحو تسوية تفاوضية لإنهاء الحرب في اليمن".

 ودعت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق، جماعة "أنصار الله" إلى وقف أي هجمات عسكرية جديدة داخل الأراضي اليمنية وخارجها. وقالت الخارجية في بيانها: "بينما يتخذ الرئيس خطوات لإنهاء الحرب في اليمن، تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق من استمرار هجمات الحوثيين ضد السعودية".