إسرائيل تستهدف المنشآت الحيوية في اليمن
الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال الساعات الماضية سلسلة من الغارات الجوية على مواقع تابعة لميليشيا الحوثي الإرهابية في محافظتي صنعاء والحديدة، اللتين تخضعان لسيطرة الحوثيين. وتأتي هذه الغارات ردًا على الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي تحت مسمى "إسناد أبناء غزة"، في إشارة إلى دعمها للمجموعات الفلسطينية في الصراع الدائر. وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن تدمير جزئي لبعض المنشآت الحكومية الخدمية في تلك المناطق، إلا أنه لم يتم تسجيل أي إصابات أو قتلى من القيادات الحوثية، وهو ما يختلف عما حدث في الغارات التي استهدفت ميليشيا حزب الله في جنوب لبنان في وقت سابق، والتي أسفرت عن مقتل عدد من القادة البارزين. وفي تعليق له حول هذا الموضوع، تحدث الصحافي فواز منصر المتخصص في الشؤون اليمنية في قناة سكاي نيوز عربية، عن أبرز الأسباب التي تقف خلف عدم قدرة إسرائيل على استهداف القيادات الحوثية بشكل دقيق. وأوضح منصر أن القيادات الحوثية تتمتع بمرونة كبيرة في التنقل، إضافة إلى المسافة الكبيرة التي تفصل بين إسرائيل واليمن، والتي تبلغ أكثر من 2000 كم، مما يجعل الطائرات الحربية الإسرائيلية بحاجة إلى وقت طويل للوصول إلى أهدافها. كما أشار منصر إلى أن إسرائيل تواجه صعوبات في الحصول على معلومات دقيقة تمكنها من استهداف القيادات الحوثية أو منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، لافتًا إلى أن الحوثيين قادرون على إطلاق صواريخ إلى إسرائيل في مدة لا تتجاوز 40 دقيقة، حيث يقومون بإخفاء منصات الإطلاق بشكل سريع في المزارع أو الكهوف التي تم بناءها لهذا الغرض. وأضاف منصر أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة كانت تستهدف بالأساس البنية الاقتصادية للحوثيين، في محاولة لضرب مصادر الإيرادات التي تعتمد عليها الميليشيا، مؤكدًا أن إسرائيل لا تسعى لاستهداف القدرات البشرية للحوثيين مثل معسكرات التدريب، بل تهدف إلى ضرب قدراتهم الصاروخية التي يديرها عناصر من الحرس الثوري الإيراني. هذه القدرات تتمركز في كهوف جبلية تم بناءها وتوسيعها خلال الفترة الماضية.