في الوقت الذي تم فيه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، أقدمت القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ سلسلة من الهجمات العسكرية ضد أهداف حيوية للعدو الإسرائيلي، بما في ذلك استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" وأهداف في مدن أم الرشراش ويافا وعسقلان. فما الذي دفع الحوثي إلى تنفيذ هذه العمليات في هذا التوقيت؟
البيان الصادر عن القوات المسلحة اليمنية أشار إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار مساندة لحركة حماس، وهو ما يثير تساؤلاً حول السبب وراء تنفيذ هذا الهجوم في وقت حساس، خاصة بعد إعلان التهدئة بين أطراف الصراع في غزة. هل هو تصعيد ميداني للضغط على الاحتلال الإسرائيلي؟ أم أن هناك دوافع استراتيجية مرتبطة بمواقف سياسية وتكتيكية أخرى؟
من ناحية أخرى، أكد الحوثي في بيانه على جاهزية القوات المسلحة اليمنية للتعامل مع أي تصعيد أمريكي أو إسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه العمليات تأتي ردًا على "المجازر الأخيرة بحق إخواننا في غزة" والتي يرى الحوثيون أن من واجبهم دعم الشعب الفلسطيني في معركته. لكن في سياق الاتفاق على التهدئة، يبقى السؤال: هل هي محاولة لإظهار القوة والتمسك بمواقفهم، أم أن هناك تحركات وراء الكواليس تسعى لتوسيع دائرة المواجهات في ظل التقارب بين حماس وإسرائيل؟
قد يراه البعض من منطلق تأكيد التزام الحوثي تجاه القضية الفلسطينية، بينما قد يراه آخرون خطوة غير محسوبة في وقت يحتاج فيه الوضع في غزة إلى تهدئة تضمن الاستقرار على الأرض.
وفيما يلي نص البيان:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم
قال تعالى: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ } صدقَ اللهُ العظيم
انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديه ورداً على المجازرِ الأخيرة بحق إخوانِنا في غزة، وضمنَ المرحلةِ الخامسةِ من مراحلِ الإسنادِ في معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدسِ
وفي إطار الرد على العدوانِ الأمريكي البريطاني على بلدِنا
نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ عمليةً عسكريةً استهدفت أهدافاً حيويةً تابعةً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلك بأربعةِ صواريخَ مجنحةٍ وحققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ بفضلِ الله.
ونفذَ سلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليتينِ عسكريتينِ الأولى استهدفتْ أهدافاً تابعةً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بثلاثِ طائراتٍ مسيرة.
فيما العمليةُ الأخرى استهدفتْ هدفاً حيوياً تابعاً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ عسقلانَ المحتلةِ بطائرةٍ مسيرةٍ.
وقد حققتِ العمليتانِ أهدافَهما بنجاحٍ بفضلِ الله.
وقد تزامنتْ هذه العملياتُ الثلاثُ مع عمليةٍ عسكريةٍ رابعةٍ نفذتها القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ استهدفتْ حاملةَ الطائراتِ الأمريكيةَ "يو إس إس هاري ترومان" شماليَّ البحرِ الأحمرِ بعددٍ من الطائراتِ المسيرة، ويعدُّ هذا الاستهدافُ للحاملةِ هو السابعُ منذُ قدومِها إلى البحرِ الأحمر.
وقد حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ بفضلِ الله.
إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكدُ جهوزيتَها لأيِّ تطوراتٍ أو تصعيدٍ أمريكيٍّ إسرائيليٍّ على بلدِنا وأنَّها ستبقي مراقبةً لتطوراتٍ الوضعِ في غزةَ وستتخذُ الخياراتِ التصعيديةَ المناسبةَ في حالِ نكثَ العدوُّ بالاتفاقِ أو صعّد من عملياتِه ضدَّ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ في غزة.
وتؤكدُ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ للشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديه الأعزاءِ أنَّ الشعبَ اليمنيَّ بقيادتِه وجيشِه وشعبِه معكم وإلى جانبِكم مهما كانتِ التداعياتُ والنتائجُ ولن تتخلى عن فلسطينَ وقضيتِها العادلةِ حتى تحريرِ كلِّ شبرٍ منها وطردِ العدوِّ الإسرائيليِّ من كلِّ فلسطين.
واللهُ حسبُنا ونعمَ الوكيل، نعمَ المولى ونعمَ النصير
عاشَ اليمنُ حراً عزيزاً مستقلاً
والنصرُ لليمنِ ولكلِّ أحرارِ الأمة
صنعاء 17 من رجب 1446للهجرة
الموافق للـ 17 يناير 2025م
صادرٌ عنِ القواتِ المسلحةِ اليمنية