
في مثل هذا اليوم تمر ذكرى اجتياح العباسيين لمدينة دمشق ، عاصمة الدولة الأموية ، والذي مثّل نقطة تحول كبرى فى التاريخ الإسلامي، بإسقاط الحكم الأموي الذي دام أقل من قرن، وبداية العصر العباسي الذي استمر لأكثر من خمسة قرون.
قاد أبو العباس السفاح حملة العباسيين التي لاحقت الأمويين، وقضت على معظمهم، باستثناء عبد الرحمن الداخل، الذي فرّ إلى الأندلس وأسس هناك دولة أموية جديدة، حاملاً لقب "صقر قريش".
ورغم ضعف الإمكانات العسكرية للأمويين، صمدت دمشق قرابة شهر ونصف تحت الحصار، بفضل تحصيناتها وأسوارها المنيعة، غير أن العباسيين تمكنوا من اختراق السور عند "باب الصغير"، وقتلوا الوليد بن معاوية، قائد الجيش الأموي.
وكان العباسيون قد حققوا انتصارًا حاسمًا سابقًا في معركة "الزاب الكبير" شمال العراق، مما مهد لهم الطريق لدخول دمشق في 26 أبريل 750م، وإعلان نهاية الدولة الأموية رسميًا بعد نحو 90 عامًا من حكمها.
وصل عبد الله بن علي، قائد الجيوش العباسية، إلى دمشق، وتوزعت قواته على أبواب المدينة: الباب الشرقي، باب الجابية، باب كيسان، باب الصغير، باب توما، وباب الفراديس. وبعد حصار دام أيامًا، تمكن من اقتحامها يوم الأربعاء العاشر من رمضان، فارتكب مجزرة راح ضحيتها عدد كبير من السكان، وأباح المدينة لمدة ثلاث ساعات، قبل أن يهدم أسوارها.
وتشير بعض الروايات، منها ما أورده المؤرخ ابن عساكر، إلى أن الحصار استمر مائة يوم، بينما تذكر مصادر أخرى أنه استمر خمسة أشهر.
ويقال إن الفوضى دبت بين سكان دمشق خلال الحصار، حيث اندلعت معارك داخلية بين أنصار الأمويين والعباسيين، ما ساهم في تعجيل سقوط المدينة بعد مقتل نائبها وتسليمها للعباسيين.
ومن أبرز المشاركين في اقتحام السور: عبد الله الطائي من جهة الباب الشرقي، وبسام بن إبراهيم من جهة الباب الصغير.