هزيمة أمريكا وحصار إسرائيل.. معادلة جديدة ترسمها صنعاء في البحر والجو

شهدت معادلات الصراع الإقليمي، تحوّلًا استراتيجيًا غير مسبوق، جراء نجاح قوات صنعاء في تحقيق ما عجزت عنه جيوش وأنظمة عربية لعقود، عبر هزيمة القوات الأمريكية ميدانيًا في البحر الأحمر، وفرض حصار بحري وجوي فعلي على كيان الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة في تاريخه.

 

 

واشنطن تنسحب وصنعاء تفرض معادلتها تقرير نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية هذا الأسبوع كشف أبعاد الانسحاب الأمريكي من المعركة الجوية ضد اليمن، مؤكدًا أن الغارات التي شنّتها واشنطن ضد صنعاء كانت مكلّفة للغاية وخطيرة إلى درجة تهديد أرواح الجنود الأمريكيين، وهو ما دفع صانع القرار الأمريكي إلى الخروج من الحملة الجوية دون تحقيق أهدافها. وتضيف المجلة أن الاتفاق الأمريكي مع صنعاء لا يشمل وقف الهجمات ضد إسرائيل أو سفنها، وهو ما يعني إقرارًا ضمنيًا بحق صنعاء في الاستمرار بعملياتها الردعية، وتحقيق أهدافها المعلنة في دعم غزة،

 

 

وفرض الحصار على الاحتلال. انتصار البحر الأحمر على الأرض، أظهرت المعركة في البحر الأحمر وجهًا جديدًا لقوات صنعاء التي تمكّنت، بحسب مصادر عسكرية مطّلعة، من استهداف خمس حاملات طائرات وسفن عسكرية أمريكية في المنطقة، بعضها تعرّض لأضرار مباشرة، في عملية وصفتها دوائر استخباراتية غربية بأنها نقلة نوعية في قدرة صنعاء على خوض حرب بحرية فعّالة.

 

 

هذه الهجمات لم تكن رمزية أو استعراضية

 

 

، بل أجبرت القوات الأمريكية على إعادة تموضع أساطيلها ووقف العمليات الهجومية الجوية ضد اليمن، كما دفعت واشنطن إلى الجلوس على طاولة التفاهم مع أنصار الله، في مشهد يعكس انتصار الإرادة العسكرية اليمنية رغم الحصار الطويل والتفاوت الهائل في الإمكانات.

 

 

الاحتلال في العراء في الجانب الآخر، يعيش كيان الاحتلال الإسرائيلي حالة شلل استراتيجي وجوي متصاعد، مع انسحاب أكثر من 27 شركة طيران دولية من مطار “بن غوريون”،

 

 

وامتداد الحظر الجوي المفروض من قوات صنعاء ليشمل المجال الجوي التجاري، وسط تقديرات عبرية بأن التهديد الجوي اليمني سيستمر طيلة الصيف على الأقل، وهو ما يعرض السياحة في الأراضي المحتلة لضربة قاضية. وسائل إعلام عبرية أبرزت حالة القلق العميق من هذا التحوّل، حيث أكدت القناة 24 العبرية أن “إسرائيل تواجه حصارًا جويًا حقيقيًا”، بينما اعترفت القناة 12 بأن “تل أبيب تُركت وحدها” بعد التفاهم الأمريكي اليمني، دون غطاء من واشنطن.

 

 

مع استمرار تهديدات قوات صنعاء باستهداف الملاحة الجوية والبحرية المرتبطة بكيان الاحتلال، وتراجع الغطاء الأمريكي

 

 

، تبدو “حكومة نتنياهو” أمام عزلة أمنية متزايدة، ما يثير تساؤلات جدية حول قدرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على الصمود طويلًا دون دعم خارجي مباشر. فصل التحالف في البُعد الاستراتيجي، يُعدّ نجاح قوات صنعاء في فصل الجبهة الأمريكية عن “الإسرائيلية” ضربة استخباراتية وعسكرية موجعة للمشروع الأمريكي في المنطقة، حيث لم تفشل واشنطن فقط في حماية حليفها، بل باتت اليوم خارج حسابات الردع،

 

 

في وقت يُترك فيه الكيان الإسرائيلي مكشوفًا أمام ضربات متتالية من جنوب شبه جزيرة العرب والبحر الأحمر إلى قلب فلسطين. هذا الفصل ليس تفصيلاً تكتيكيًا، بل يعكس التحوّل الحقيقي في معادلة الردع الإقليمي، حيث تتحرك صنعاء كقوة مستقلة ضمن محور متماسك

 

، يفرض شروطه من موقع قوة، ويملك زمام المبادرة. اليمن كقوة عسكرية إقليمية بعد سنوات من الحصار والحرب على اليمن، لم تعد صنعاء عنوانًا للصمود فحسب، بل باتت قوة عسكرية صاعدة أعادت رسم قواعد الاشتباك في المنطقة.. لقد أجبرت أمريكا على الانسحاب،

 

وأجبرت كيان الاحتلال على الانكفاء، وفرضت حصارًا فعليًا لم تنجح أي من الدول العربية والإسلامية الـ57 في تحقيقه. وبهذا الإنجاز، لا تُعيد صنعاء تعريف دورها فحسب، بل تُعيد كتابة معادلات الصراع في المنطقة.. من قلب البحر الأحمر إلى سماء يافا المحتلة “تل أبيب”.