ما هى الأضحية.. ولماذا شرعت وهل هى واجبة.. وما هى شروط الأضحية.. وما موعد ذبحها.. وكيف تقسم وتوزع؟

النسخه الكاملة

 

الرئيسية تحقيقات وملفات

ما هى الأضحية.. ولماذا شرعت وهل هى واجبة.. وما هى شروط الأضحية.. وما موعد ذبحها.. وكيف تقسم وتوزع؟.. وهل يجوز توكيل أحد الجزارين بالقيام بالذبح بدلاً من المضحى؟.. نجيب عن كل ما يشغل بال المضحى

أضاحي

أيام معدودات تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، وموسم الحج لعام 1446 هجريا، ويقول الله تعالي "وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً"، أما الذين لم يتشرفوا بحج بيت الله حتى يأذن الله تعالي لهم، فعليهم أن يضحوا فهي سنة مؤكدة عن الرسول صل الله عليه وسلم، وهي قاصرة على المستطيع لقول الرسول "من وجد سَعَةً فلم يضحِّ فلا يقربن مصلانا".

 

اليوم السابع ينشر الدليل الكامل حول حكم الأضحية، وما هى الأضحية.. ولماذا شرعت؟ وهل هى واجبة.. وما هى شروط الأضحية.. وما موعد ذبحها.. وكيف تقسم وتوزع.. وهل يجوز توكيل أحد الجزارين بالقيام بالذبح بدلاً من المضحى؟ وما هو آخر ميعاد للذبح المشروع؟ وما حكم الشرع فى تجميع جلود الأضاحى ثم بيعها فى مزاد علنى بمعرفة الجمعيات، ثم يستخدم ثمنها فى الصرف على بناء المساجد والمراكز الطبية وغيرها من المشاريع الخيرية؟.

 

 

في البداية قبل الرد على كل تلك التساؤلات أكد الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية- أن الرأي الشرعي الذي تراه دار الإفتاء هو ضرورة الحرص على الإلتزام بإقامة شعيرة الأضحية بمشاركة الأولاد والأهل كل عام قدر الاستطاعة، وإن تعذر لأي سبب فإنه يمكن يكون إقامة الأضحية بأي طريقة أخرى: إما عن طريق أشخاص، أو مؤسسات خيرية، أو بنوك مؤهلة لذلك؛ حرصًا على مصلحة الفقراء.

 

ونوَّه مفتي الجمهورية إلى أنه لا يجوز شرعًا إعطاء الجزار لحومًا أو جلودًا أو غير ذلك من الأضحية نظير قيامه بأعمال الذبح أو التجهيز، وإنما يكون أجره على صاحب الأضحية وإن أعطاه من اللحم أو غيره فهو على سبيل الهدية.

 

وأوضح المفتي أن الشرع الحكيم قد بيَّن كيفية التصرف في الأضحية وتقسيمها؛ حيث يُستحبُّ أن تُقسَّم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث؛ يأكل ثلثها، ويهدي ثلثها، ويتصدق بثلثها، فلو أكل أكثر من الثلث فلا حرج عليه، وإن تصدَّق بأكثر من الثلث فلا حرج؛ لأن تقسيمها على الاستحباب لا على الوجوب، لقول ابن عمر رضي الله عنهما: الضحايا والهدايا ثلث لك وثلث لأهلك وثلث للمساكين.

 

ودعا فضيلة مفتي الجمهورية جميع المواطنين إلى الحرص على عدم ترك مخلفات، الأضاحي ودمائها في الشوارع والتسبب في إيذاء الناس، والحرص على وضعها في الأماكن المخصصة لذلك؛ حفاظًا على البيئة والصحة العامة التي تُعد جزءًا من السلوك الملازم للمسلم في جميع أوقاته وأفعاله، بحيث نُجنِّب الناس ما قد يصيبهم من أمراض وأوبئة.

 

كما دعا مفتي الجمهورية الأجهزة المعنية إلى توفير أماكن يُعلَن عنها لتجميع مثل هذه المخلفات؛ ليتمكن الناس من أداء شعائرهم في يسر وسهولة، وعدم ترك المواطنين في حيرة من أمرهم.

 

وإلى إجابة دار الإفتاء المصرية على كل ما يخص الأضحية

 

 

ما هى الأضحية؟

 

أولاً الأضحية هى ما يذكى تقربا إلى الله تعالى فى أيام النحر بشرائط مخصوصة، فلا يعد أضحية ما يذكى لغير التقرب إلى الله تعالى كالذبائح التى تذبح للبيع أو الأكل أو إكرام الضيف، ولا يكون أضحية ما يذبح فى غير هذه الأيام ولو بنية التقرب لله تعالى، ولا ما يذكى بنية العقيقة عن المولود، ولا ما يذبح فى الحج من هدى التمتع أو القران أو جزاء ترك واجب أو فعل محظور فى الحج أو لمطلق الإهداء للحرم وفقرائه.

 

ما هو المقصود بالأضحية؟

 

المقصود بها شكر الله تعالى على نعمة الحياة إلى حلول الأيام الفاضلة من ذى الحجة، والأضحية شرعت بدليل الكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى فى سورة الكوثر «فصلِّ لربك وانحر» أى صل العيد وانحر الأضاحى، ومن السنة فى ذلك قولية وفعلية، فعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلا يَقْرَبَنَّ مُصَلانَا». وعن أنس قال: «ضَحَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا». أخرجه مسلم. وأجمع المسلمون على مشروعيتها.

 

وما حكمها؟

 

الجمهور اتفق على أنها سنة مؤكدة، أى أنه لا إثم فى تركها، يفوت المسلمَ خير كبير بتركها إذا كان قادرا على القيام بها، فعن عائشة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «مَا عَمِلَ آدَمِىٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا»، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها، منهم أبوحنيفة ومالك فى أحد قوليه.

 

ما هي الشروط العامة للأضحية؟

 

وللأضحية شروط عامة خاصة تشملها وتشمل غيرها من الذبائح، فأما الشروط العامة: أن يكون الحيوان حيا وقت الذبح، وأن يكون زهوق روحه بمحض الذبح، فلو اجتمع الذبح مع سبب آخر للموت يُغَلب المحرِّم على المبيح فتصير ميتة لا مذكاة، وألا يكون الحيوان صيدا من صيد الحرم، فلو ذُبح صيد الحرم كان ميتة سواء كان ذابحه محرما أم حلالا، ويشترط فى الذابح أن يكون عاقلا، ومسلما أو كتابيا، وألا يكون محرما إذا ذبح صيد البر، وألا يذبح لغير اسم الله تعالى.

 

ما مستحبات الذبح؟

 

ويشترط فى آلة الذبح أن تكون قاطعة، معدنية أو غير معدنية، فعن رافع بن خديج أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَنْهَرَ - أى أسال - الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ». رواه الشيخان، ويستحب فى الذبح أشياء معظمها مأخوذ من حديث شداد بن أوس المرفوع: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ». رواه مسلم.

ومن مستحبات الذبح أن يكون بآلة حادة، وأن يسرع الذابح بالذبح، واستقبال القبلة من جهة الذابح ومن جهة مذبح الذبيحة؛ لأن القبلة جهة الرغبة إلى طاعة الله تعالى، ولابد للذابح من جهة، وجهة القبلة هى أشرف الجهات، وكان ابن عمر وغيره يكرهون أكل الذبائح المذبوحة لغير القبلة، وإحداد الشفرة قبل الذبح، ولكن بدون أن يرى الحيوان ذلك؛ لحديث الحاكم عن ابن عباس: أن رجلا أضجع شاة يريد أن يذبحها وهو يُحِدّ شفرته، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: «أتريد أن تميتها موتان؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها».