سمية الفقيه
تَعزْ.. لم تعد تُعزُ احدا.

 

تَعزْ،لم تعد تُعزُ احدا،ولم تعد الأحلام تراودها عند كل أصيل..لم يعد العز فيها شعار أهلها بل تحول الحلم فيها لكوابيس تسعى في عز النهارات الآيلة  للانهيار والذبول. 

لم تعد تعز، تُعزُ أهلها بل صارت تذل كل من فيها.
 
وضع كارثي تتجرعه تعز مع كل نبضة قهر وانتباهتها .وضع مأساوي صار طعمه مُر لكل من فيها..و كل ثانية فيها لا تحسب بعقارب الساعة بل بعقارب قهر وألم وعيشة ضنكا تلسع ساكنيها بلا رحمة.

 عُزلت تعز عن كل الدنيا وتعيش،وبالأصح وتموت، في عالمها الخاص المحصور والمحاط بالمعاناة والقتل الممنهج والغلاء المستعر واللامان ورعيد البنادق .
 ‏
 ‏عُزلت تعز وحوصرت لكننا اكتشفنا ان الحصار ليس فقط بالحدود بل انه حصار العقول، صارت محاطة بعقليات محصورة ومنغلقة الفكر والرؤى ويبدو ان الحصار السياسي قد أثر وانعكس على عقليات من يحكموها الذين
لم يعد يعنيهم انين ابناءها وعذاباتهم وانعدام الأمن والامان وتكاثر الجرائم فيها والغلاء  المستعر كل ثانية وانعدام الحلول ووقوف الجميع مكتوف ومغلول الحلول لانقاذ هذه المدينة الاسيرة بقيود ابناءها. 
فلا هم حرروها ولا أمّنوا ولا اشبعوا مواطنيها.. ظلت في الوسط ،نيران الحوثي من امامها و اللامان والخوف والجوع والقتل من خلفها..

تعز مظلومة من الجميع. ممن هم على الارائك متكئين في فنادق السعودية، وممن هم داخلها ويقولون انهم سيخرجونها من الظلمات الى النور. 
 ‏
كيف ومتى واين ولمن نرفع انين حالنا ونواح ارواحنا وخوفنا وهلعنا وزئير امعاء اطفالنا وسماء مدينتنا وارضها كصفيح ساخن يكوي ارواحنا وملامحنا البائسة.

 التهمتنا تعز داخل نيران اخدودها، تصطلي اكبادنا قبل جلودنا من  جمر عيشتنا البائسة و ارتفاع اسعار كل شي فيها بينما رخصت قيمة الانسان .وليست تعز بمنأى عن المدن الاخرى بل اليمن من اقصاه لاقصاه يتجرع ويلات حرب جائرة قضت على كل شيء  انما تعز اخذت النصيب الاشد ايلاما وجورا.

.فلا حلول سياسية ولا اقتصادية ولاامنية ولاخدماتية ..صارت خارج نطاق كل شي وخارج نطاق الامل ولا ندري الى متى سيظل التعزي  تحت وطأة هذا الجحيم في تعز التي لم تعد تُعزُ احدا.

صورة مع اللاتحية للحكومة المغتربة عن موت وقتل وانين وعذابات مواطنيها.

مقالات أخرى