عبدالله فرحان
حسناً.. يمكننا الاحتفال

فقد امتلأت الأرض بالفشل والسقوط قبل أن تمتلئ جثثاً ودماء، قبل أن نسفك على طيب تربتها احترام بعضنا بعضا وحقوقنا في التفكير والرأي والتعايش والسلم الاجتماعي.

لقد سرقتم الفرحة مرتين، مرة حينما أحلتم حياة اليمنيين إلى مزيج من البؤس والمشكلات، ومرة حين زيفتم - وتزيفون - معاني الفرح وحقيقة الاحتفال، وكما عليكم أن تكونوا سبب آلام الناس وأوجاعهم عليكم أن تكونوا أنتم غاية سرورهم واحتفالاتهم. 

 

تمتلئ روزنامة أيام العام بالأعياد الوطنية والموالد الدينية تماما بالقدر الذي تنعدم فيه الخدمات العامة وتنحسر القدرة الشرائية وتتسع مشكلات اليمنيين مع الموت الفقر والمرض وقطع الطرقات وجباية الأموال وإذكاء الكراهية والفتن الطائفية والمذهبية. 

 

لقد أصبح الوطن ضيقا جدا بمقاسات تجار الحروب والأزمات، فهم الحاضرون في جبي الأموال وتوزيعها وتقاسم المناصب واحتكارها، وهم الوطنية ووجهها والدين ومانحي صكوكه، وهم الشعب والدستور والقانون والحق والعدالة والجنة والنار.

 

ولقد ازدحمت على اليمنيين الوطنية حتى ضاع الوطن، وتكاثر المهديون حتى ضللنا الهدى، وازداد المانحون فتضاعفت المحن، وانتشر النشطاء والمنظمات الانسانية فماتت قيمة الانسان.

 

بين يدي رحمة الله نحن، ليس لانحناء فاقتنا إلا علو كرمه ورحمته، وما من منجى من مكر العالين في الأرض غير مكر الله وتدبيره وإن كاد مكرهم لتزول منه الجبال، انعدمت الحِيَل وصمَّت الآذان وأنقطعت السبل، و"إن ربك لبالمرصاد". 
 

 

مقالات أخرى