عبدالله فرحان
أزمة القيادة في اليمن

وسط كل ما يجري من انتكاسات، ثمة جبل جليد تحت الماء، شيء يسرق الحاضر ويفخخ المستقبل بمزيد من ضياع الهوية والاتجاه، أموال النفط والغاز، وشبكات الإعلام القديم وذباب الإعلام الجديد، وطابور من الناشطين والباحثين عن المال والشهرة والنفوذ، يصعب على اليمنيين  النجاة من ذلك كله .

يجري تشكيل مشهد التأثير وقيادة الرأي العام بعيدا عن يمنية الأرض والإنسان، عملية سطو مرعبة  سلبت الأسماء والرموز والأحداث ونصوص الدين ومفردات الثقافة ومنهجيات التفكير والأغنيات والاهتمامات والنقاشات وحتى الأوجاع والضحكات، كل ما يخصنا نحن اليمنيين لم يعد يعنينا وكل ما لا يعنينا يخصنا.

 

لم تعد آثارنا وحدها تعرض في متاحف الخارج، الفنانون يعرضون هناك أيضا وتلتقط لهم الصور، ومثقفونا موضوعون إلا من وُضِع منهم فرُفُع، وسفه منهم فسُمِع، يُصنع جيل جديد من القادة وصناع الرأي بعيدا عن روح المجتمع، يروج لهم بأموال أطراف خارجية، بجوائز خارجية وعلى منصات إعلام خارجي؛ وعلى اليمنيين قتل بعضهم البعض بالقلب واللسان واليد انتصارا لهذا أو لذاك .

 

يستحيل على الشارع أن يقود نفسه بنفسه، النخب ناصية الشارع وبعثه، النخب كفيلة بحياة مجتمعاتها، النخب الكفيلة لا المكفولة حياة مجتمعاتها، وليس أسوأ من الوفاة إلا الوفاة السريرية، حين يموت الدماغ وتغيب عن باقي الأعضاء حقيقة وفاته وتصبح مشاعا لتجارة الأعضاء فتتفرق الروح ويتناثر الجسد.

 

 

مقالات أخرى