عبد القادر حاتم
أكبادنا في مواجهة الموت

 

 

أبناؤنا أكبادنا تموت في هجراتهم المميتة إلى المجهول.
 
نعم، شباب في عمر الورود أرهقتهم خلافات الكبار والحرب في اليمن، وساروا إلى المجهول يبحثون عن الأمان وبعض الاستقرار؛ بينما المستفيدون من الحرب لا يعيرون هذه الأجيال أي اهتمام. همهم تجميع ثروة كبيرة ولو كانت على حساب الدماء البريئة.
 
أبناؤنا لم يذهبوا إلى أصقاع العالم للسياحة، يذهبون ويسافرون إلى الموت المحقق، يقطعون آلاف الكيلومترات بعضها سيرا على الأقدام في مناطق الموت عبر غابات موحشة. تجمد الكثير من شدة البرودة وتاه الكثير في الغابات وأصبحوا مفقودين، تعرضوا لإرهاب الشرطة والمهربين، ناموا جنبا لجنب مع الحشرات والثعابين والقوارض السامة، وقبلهم أهاليهم يموتون ألف مرة في اليوم وهم يتابعون سير أبنائهم في تلك الغابات.
 
كل خطوة يقطعها أكبادنا في هذه الرحلة بألف لعنة على تجار الحرب ومن أدخلوا البلاد في هذا الصراع.
 
إلى الذين ماتت ضمائرهم وأمنوا أبناءهم بفلوسهم الحرام في شتى بقاع الأرض وبجوازاتهم الدبلوماسية، ومن خلال تجنسهم وعيشهم الرغد.. والله ستلاحقكم لعنات أبناء الشعب اليمني، خاصة ذلكم الشباب الذين غامروا وذاقوا المر، الشهداء الذين قتلهم الصقيع والبرد والمفقودون في الغابات والبحار.
 
لم نجد في كل الدنيا أناسا مثلكم ماتت ضمائرهم وأخلاقهم ونخوتهم وإنسانيتهم، ناهيك عن الجيل الذي في الداخل المحبط المصابين بازدواجية المزاج والهدف والعقيدة لما شاهدوه منكم. 
بربكم، ما هو موقفكم يوم تقفون أمام خالقكم؟! 
 
في الأخير، وأضعف الإيمان: عليكم لعنة الله بمقدار خوف أكبادنا الذين عانوا وتكبدوا في طريقهم إلى المجهول.

مقالات أخرى