سمية الفقيه
الحرب لنا والسلام لهم

 

 

نُقل أن مواطن اتصل بالمرحوم فضيلة القاضي العلامة العمراني رحمة الله تغشاه ، ليشكو له من آلم في بطنه، فقام سماحته بمحاولة جبر خاطر ذلك الشخص، وقال: اعمل فتة وعسل على الريق. 
فقال المواطن: "واذا ما نفعش يا قاضي؟! 
فرد عليه العلامة: اذا ما نفعش قدوه صبوحك.
وعلى ذات نهج الفكاهة التي قالها القاضي العمراني، عملت السعودية الفترة الماضية لجبر خاطر الحوثيين،
ودخلت معهم في مفاوضات مباشرة، برعاية عُمانية لم تُفضي حتى الآن لأية إتفاقات أو حلول تُذكر.
في حين كانت المسارات الحقيقية للمفاوضات مع إيران منبع التهديد، الذي تشعر به السعودية بالمنطقة، تسير على أكماها ليُعلن قبل أيام عن الاتفاقية، التي رعتها الصين لإستئناف العلاقات الدبلوماسية، وتفعيل الاتفاق الأمني بين السعودية وإيران، الموقع بينهما بشهر ابريل 2001م، بالاضافة للاتفاقية العامة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعه بشهر مايو من العام 2005.

وفي غمرة الحرب التي تطحن اليمنيين، يسير محمد بن سلمان بالخُطئ الثابتة نحو تحقيق حلمه، كما يقول، وتنفيذ رؤيته 2030م لجعل بلاده أوروبا الشرق الأوسط.
ففي إحدى الفيديوهات وبكل فخر يظهر محمد بن سلمان وهو يعدد كل الدول من حوله بالتنمية والتطور والتحول لأوربا الشرق الاوسط، كما يطلق عليها، مستثنياً اليمن الجريح بحربهم والذي بمقدراته يُمكن أن يكون أفضل من كل دول الخليج قاطبة وأوربا شاملة.

تتفق السعودية حاليًا مع الايرانيين لتأمين أنفسهم، ووقف الحرب عليهم سواء بالحدود أو عبر الطيران المسير من حلفائهم بالمنطقه، سواء الحوثيين او العراق، الذي هز مضاجعهم ومنابع ثروتهم.

وبعد أن أصبح في كل بيت يمني ثأر وموت، لم يكن لليمن أية أهمية ينطلق منها إبن سلمان في مشروعه القادم، أوروبا الشرق الأوسط بعد ان استحكم بقادة وسياسيو اليمن، سلطة وأحزاب وجماعات، وأصبح يديرهم كقطع الشطرنج ويحركهم لتحقيق غاياته.
يحق لإبن سلمان وغيره من الدول حماية مصالحها ومصالح بلدانها، وهذا ما حدث ويحدث في بلدان المنطقة، كجعلها مناطق حرب وساحة لتصفية الصراعات بينها وبين الدول الاخرى.
ولكن  كان بالإمكان أن لا تقوم الحرب في اليمن وتسيل الدماء منذ بدايتها ويتم الاتفاق دون الخوض في هذه الحرب ، ولكن الاستنزاف البشري الذي حدث في اليمن كان مخططا له وابقاء الأطراف المختلفة على الحكم والسلطة باليمن كما هي الان كلاً يلتزم مكانه ويحكم منطقته المسيطر عليها.

لقد تناسى حكامنا وسلطاتنا العليا أهمية الوطن المتوحد وان تكون لليمن دولة كما ينظر الاخرين لأوطانهم ودولهم.
المشهد السياسي الراهن واختلاط الاوراق السياسية أصبحت واضحة للجميع ،وخصوصا بعد الاتفاق السعوايراني ،و الذي أثبت بالفعل أن في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم، فعدو الأمس قد يصبح صديق اليوم، وصديق اليوم قد يصبح ألد الخصام، لايوجد سوى مصالح مشتركة، ومقتضيات ما تحتمه وتفرضه المرحلة الراهنة وأبعادها وتطوراتها.
هذا الاتفاق يفرض علينا اسئلة عديدة فيما يخص الحرب في اليمن ووضع اليمن وما آلت إليه خلال ثمان سنوات من الانهيار كوطن وكدولة وكجيش في شتي المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية وووالخ؟!..
ما مصير الحرب في اليمن بعد هذا الاتفاق؟ والحوثي والسعودية هل سيتفقان على اعتبار ان الحوثي حليف ايران التي التزمت بأمن السعودية بالاتفاقية الاخيرة ام ان الامور تخفي وراءها الكثير من المفاجآت الغير متوقعة؟
وشرعية المجلس الانتقالي، والذي ظل ولمدة طويلة كمجلس صوري و بقرارت خجولة لم يحقق شيئا مما كان يتأمله أنصاره منه.ما مصيره؟

القادم كفيل بتوضيح الواضح !

مقالات أخرى